من هو السامري؟ وما قصته كاملة؟
السامرى هو رجل من إحدى قبائل بنى إسرائيل يقال لها : سامرة، لكنه نافق بعدما شق الله البحر لموسى، وقيل عنه أنه كان من قوم يعبدون البقر فى الهند. كان السامري في أرض مصر، ودخل دين بنى إسرائيل بظاهره ، ولكن كان فى قلبه عبادة البقر.
لم يتم ذكر اسمه في القرآن إلا ثلاث مرات، جميعها في سورة طه، و أوضح القراءن انه علا في الأرض، وجعل أهلها شيعاً.
حكاية السامري كاملة:
ففي زمان موسى مع بني إسرائيل وبعد أن نجاهم الله من ظلم فرعون، شرعوا في عبور سيناء للذهاب إلى فلسطين، و أثناء طريقهم رأوا قوما يعبدون عجل من دون الله، فقالوا لنبيهم موسى: اجعل لنا الهً مثله! فقال لهم لقد أنجاكم الله عز وجل من فرعون فهل تطالبون بإله غيره! فحذرهم من عاقبة عبادة غير الله جل وعلى. فذهب سيدنا موسى ليوم الميعاد الذي وعد الله فيه موسى بأن يكلمه، وأن يعلمه، لكنه قبل أن يترك بني إسرائيل، أمَّر عليهم النبي هارون أخاه وأوصاه، ثم ذهب ليكلم الله جل وعلى، ثلاثين يوما والتي أصبحت أربعين يوما. بقي هارون مع بني إسرائيل و كان فيهم رجل سامري، كان فيه خبث ونفاق وتظاهر بالإيمان، ولكن قلبه لم يكن مؤمنا بالله جل وعلى، لما رأى الملائكة عند شق البحر لموسى، رأى فرس الملائكة فأخذ من أثره حفنة تراب واحتفظ بها، ولما خرجوا من مصر لفلسطين كانوا قد أخذوا ذهبا من فرعون وقومه [أوزار القوم].
قال لهم السامري :أين الذهب، كي أخلصكم منه، لأنه قد حرم عليهم الغنائم، فصهره فصار على شكل عجل ثم رمى عليه التراب من أثر الملاك، وقيل أن العجل بدأ في إصدار صوت خوار.
فقال: أتعلمون ما هذا؟ فأجابوه: لا، قال الله تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ } (سورة طه، الآية 88).
ثم قال لهم : ذهب موسى ليكلم الله، ولكنه نسي أن الله موجود هنا!
فقال لهم هارون: اتقو الله!
ولكنهم أصروا على عبادة هذا العجل من دون الله جل وعلى، وهددو هارون أن يقتلوه،
وقالوا: اذهب، فإنا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى، فانتظر هارون رجوع موسى، قال الله عز وجل: { قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (سورة طه، الآية 85)، غضب موسى لله و أسرع لقومه، وكان بيده ألواح هدى ورحمة، فرمى الألواح غضبا لله جل وعلى، ورجع إلى قومه غضبان أسفا، قال الله تعالى:{ فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي } (سورة طه، الآية 86) قالوا: لم نخلف موعدك بملكنا فأوتينا أوزارا من القوم فأخذها السامري فجعل لنا العجل، وكذلك ألقى، فذهب موسى وهو غضبان إلى هارون فقال: يا هارون! ألم أُأَمرك عليهم، ألم أقل لك أن تهديهم.
قال هارون: يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي، إنهم هددوني، وكادوا أن يقتلوني، وإني خشيت أن تقول قد فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي، فلا تشمت بي الأعداء، ثم تركه موسى، وذهب إلى السامري، قَالَ الله تعالى: {فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (سورة طه، الآيتين 95-96)، فاعترف، وكان عقوبة الآلاف من بني إسرائيل الموت، حكم الله عليهم أن يتوبوا إليه ويقتل بعضهم بعضا، ثم أخرجوا السيوف وقتلوا بعضهم بعضا، فأخذ يبحث عن الألواح التي رماها، فردها اليه، ففيها هدى للناس.
نهاية السامري:
لم تتحدث أي من كتب التفسير عن موت أو حياة السامري، وإنما أجمع المفسرون على أن السامري بعد أن فعل ما فعل، كانت عقوبته في الدنيا أن ينفيه الله فلا يمس أحدًا ولا يمسه أحد، وأصبح يهيم في البرية مع الوحوش والسباع، وأن له موعد مع العقوبة والعذاب يوم القيامة، لقوله تعالى: {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُۥ ۖ وَٱنظُرْ إِلَىٰٓ إِلَٰهِكَ ٱلَّذِى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُۥ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُۥ فِى ٱلْيَمِّ نَسْفًا} سورة طه الآية ٩٧.كانت هذه هي قصة السامري كاملة و نهايته.
اقرأ أيضا: