قرود البابون في السعودية أصبحت واحدة من أكثر الأزمات البيئية المؤثرة بشدة على حياة المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء، بعد تسببها في تشويه المشهد البصري في الأماكن التي يقصدها الرواد والسياح، والذين يسيء بعضهم التعامل معها، وبالتالي قد يصل الأمر إلى الاعتداء على أصحاب المركبات، وهو ما حدث في عدة مناطق جنوبي المملكة، مما استدعى السلطات في بلاد الحرمين لإطلاق مبادرة لمعالجة الأزمة، فيما أعلن مسؤولون عن موعد انتهائها.
عمومًا، سنتناول بالتفاصيل في التقرير التالي، أزمة قرود البابون في السعودية وجهود مكافحة تزايد أعدادها، فضلًا عن أبرز الحوادث التي تسببتها فيها، وكذلك موعد انتهاء الأزمة.
قرود البابون في السعودية
أصبح وجود قرود البابون في عدد مناطق يشكل أزمة بالغة وخطيرة على حياة السكان من المواطنين والمقيمين على حدٍ سواء.
في هذا السياق، نقلت وسائل إعلام محلية نبأ عن إصابة أحد سائقي الشاحنة في عقبة شعار شمال منطقة عسير، جراء هجوم شنته قطعان قرود البابون، والذي تسبب في حدوث جرح غائر في قدمه، استدعى معه تدخل فريق من الهلال الأحمر السعودي لنقله إلى إحدى المستشفيات القريبة، عقب تلقيه إسعافات أولية في موقع الهجوم.
ولا تعد تلك الحادثة هي الأولى من نوعها، ففي منطقة قريبة من الأخرى سالفة الذكر، وقعت قبل نحو عام حادثة هجوم على قائد شاحنة أيضًا من الوافدين.
وفي أبريل الماضي، هاجمت القرود طفلة خلال لعبها في مطل قنا الغربي، قبل أن يتدخل مواطن لإنقاذها.
وفي مايو 2023، نجا متنزهين في سودة عسير بأعجوبة، عقب هجوم شرس شنته قرود البابون.
وخلال شهر مايو ذاته، نُشر تقرير حول الانتشار الكبير والواسع لقرود البابون في عقبة شعار في عسير، جراء ممارسات غير مسؤولة يقوم به بعض الزوار والمسافرين، عبر تزويد القرود بالأطعمة التي لم تسلم من الامتهان أيضًا جراء مرور المركبات من فوقها.
هذا، ويتعمد بعض المسافرين التوقف في التبريد التي تقع أعلى العقبة، ويقومون بالإلقاء بالأطعمة على الأسفلت:
والتي يتجمع حولها القرود بشكل متسارع، متلفين حول المركبات.
مما يتسبب في حدوث مخاطر صحية عديدة، علاوة على اعتداءات القرود على مرتادي الطريق من المارة والشاحنات المحملة بالأعلاف والحبوب والمؤن الغذائية.
كما تتسبب الأطعمة والمأكولات، في تحويل المناطق والطرق، إلى كومة من المخلفات.
نتيجة لذلك، طالب عددٌ من المواطنين من السلطات، وضع لوحات تحذيرية من تلك السلوكيات الخاطئة.
مبادرة إيجابية
في يوليو الماضي، أصدر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في السعودية، إعلانًا عن إطلاق مبادرة:
من أجل معالجة أزمة تفاقم أعداد قرود البابون في المناطق المتضررة من بلاد الحرمين.
وتشمل المبادرة على تطبيق جملة من الحلول التي بنيت على أساس دراسات علمية دقيقة، نفذت سابقًا بالاستعانة بخبراء محليين ودوليين.
وشملت الحلول، المعالجة الجذرية لانتشار القرود، وتحييدها بعيدًا عن المناطق المأهولة، وضمان عدم عودتها مجددًا:
وهي التي شارك بها 13 خبيرًا من داخل المملكة وخارجها، واعتمدتها المنظمات الدولية ذات الصلة.
وقد نجحت المبادرة في مرحلة سابقة، في إبعاد قرود البابون عن المشاعر المقدسة:
وباتت المناطق خالية منها بشكل تام، لتدخل المعالجة مرحلتها التالية في بقية المناطق.
بشرى سارة
حول موعد انتهاء أزمة قرود البابون في السعودية، تحدث الدكتور “محمد قربان” الذي يشغل منصب الرئيس التنفيذي لتنمية الحياة الفطرية.
وذكر قربان بحسب ما أوردته “وسائل إعلام سعودية”، أن عملية معالجة تزايد قرود البابون تجري على 3 مراحل:
- الأولى بدأت في مايو 2023 وتنتهي في أكتوبر من العام القادم، تتضمن معالجة تواجدها في المدن الرئيسية والقرى، إضافة إلى المناطق الزراعية وعددًا من البؤر الموجودة بالطرق السريعة.
- أما المرحلة الثانية، والتي تنتهي في نوفمبر 2025، فهي تشمل إنهاء تواجد القرود في المناطق الزراعية والبؤر الموجودة بالقرى.
- أخيرًا ستمتد المرحلة الثالثة إلى ديسمبر 2026، والتي ستشهد متابعة المركز للمواقع التي تمت معالجتها.
