-

كل ما تحتاج معرفته عن الحساسية

كل ما تحتاج معرفته عن الحساسية
(اخر تعديل 2024-09-11 14:03:31 )
بواسطة

تعريف الحساسية

الحساسية هي استجابة غير طبيعية لجهاز المناعة تجاه مواد معينة تُعرف بالمحفزات أو المواد المسببة للحساسية. تحدث هذه الحالة عندما يتفاعل الجهاز المناعي بشكل مُبالغ مع مواد يُفترض أنها غير ضارة مثل حبوب اللقاح، أو بعض أنواع الطعام، أو شعر الحيوانات الأليفة. بدلاً من تجاهل هذه المواد، يعتبرها الجهاز المناعي تهديدًا ويبدأ في مهاجمتها، مما يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية المتنوعة.

كيف تحدث الحساسية؟

تحدث الحساسية نتيجة استجابة مفرطة لجهاز المناعة تجاه مواد عادةً ما تكون غير ضارة. لفهم كيفية حدوث الحساسية بشكل أفضل، يمكننا استعراض العملية على مراحل متتابعة:

1. التعرض الأولي للمادة المسببة للحساسية

عند أول تعرض لمادة معينة مثل حبوب اللقاح أو الغبار أو طعام معين، يتعرف جهاز المناعة على هذه المادة كجسم غريب. بينما يتجاهل معظم الناس هذه المواد، فإن الأشخاص الذين يعانون من الحساسية يعتبرونها تهديدًا.

2. إنتاج الأجسام المضادة (IgE)

بعد التعرض الأول للمادة، يقوم جهاز المناعة بإنتاج نوع خاص من الأجسام المضادة يُعرف بالغلوبيولين المناعي (IgE). ترتبط هذه الأجسام المضادة بخلايا معينة في الجسم، مثل الخلايا البدينة والخلايا القاعدية، التي توجد في الأنسجة المختلفة.

3. التحسس (Sensitization)

تحدث عملية التحسس عندما يرتبط IgE بالخلايا البدينة والخلايا القاعدية. في هذه المرحلة، يكون الجسم قد تحسس للمادة، مما يعني أنه أصبح مستعدًا للاستجابة بشكل سريع ومبالغ فيه عند التعرض للمادة مرة أخرى.

4. التعرض اللاحق للمادة المسببة للحساسية

عند التعرض مرة أخرى لنفس المادة، يتم التعرف عليها بسرعة بواسطة IgE المرتبط بالخلايا البدينة والخلايا القاعدية، مما يؤدي إلى تفاعل كيميائي معقد داخل هذه الخلايا.

5. إطلاق الوسائط الكيميائية

نتيجة لهذا التفاعل، تطلق الخلايا البدينة والخلايا القاعدية مجموعة من الوسائط الكيميائية، وأهمها الهيستامين. تلعب هذه الوسائط دورًا رئيسيًا في ظهور أعراض الحساسية.

1.5. الهيستامين:

يسبب تمدد الأوعية الدموية وزيادة نفاذيتها، مما يؤدي إلى الاحمرار والتورم والحكة.

2.5. الليكوترينات والبروستاجلاندينات:

تسهم في التهاب الأنسجة وزيادة إنتاج المخاط، مما يؤدي إلى أعراض مثل احتقان الأنف وسيلان الأنف.

الأنواع الشائعة من الحساسية

1. حساسية الأنف (حمى القش)

تنجم عن حبوب اللقاح، الغبار، أو شعر الحيوانات.

2. حساسية الطعام

تشمل تفاعلات تجاه أطعمة معينة مثل المكسرات، والألبان، والقمح.

3. حساسية الجلد

مثل الأكزيما والشرى (الطفح الجلدي).

4. حساسية الأدوية

تحدث بسبب بعض الأدوية مثل البنسلين أو الأسبرين.

5. حساسية الحشرات

تنتج عن لدغات أو لسعات الحشرات مثل النحل أو الدبابير.

أعراض الحساسية

  • حكة في الأنف أو العينين أو الجلد.
  • العطس أو السعال.
  • احتقان الأنف أو سيلان الأنف.
  • ضيق التنفس أو الأزيز.
  • طفح جلدي أو شرى.
  • تورم في الوجه أو الشفاه أو الأطراف.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان أو الإسهال في حالة حساسية الطعام.

ما هي أسباب الإصابة بالحساسية؟

تحدث الحساسية نتيجة تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية. إليك بعض الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى الإصابة بالحساسية:

1. العوامل الوراثية

إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من حساسية معينة، فإن احتمالية إصابة الأطفال بها تزيد بشكل ملحوظ.

2. التعرض المبكر لمواد مسببة للحساسية

التعرض المبكر والمتكرر لمواد معينة يمكن أن يزيد من احتمالية تطوير الحساسية.

3. البيئة

تؤثر البيئة التي نعيش فيها بشكل كبير على احتمالية الإصابة بالحساسية.

4. النظام الغذائي

تشير بعض الدراسات إلى أن النظام الغذائي يمكن أن يؤثر في تطوير الحساسية.

5. التغييرات المناخية

قد تؤدي التغييرات المناخية إلى زيادات في تركيز حبوب اللقاح في الجو.

6. العدوى

قد تؤدي الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية في مراحل مبكرة من الحياة إلى تحفيز الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي.

7. العوامل النفسية

تشير بعض الأدلة إلى أن التوتر والضغوط النفسية قد تزيد من شدة أعراض الحساسية.

8. التعرض للمواد الكيميائية

قد يزيد التعرض المستمر لبعض المواد الكيميائية من خطر الإصابة بالحساسية.

9. الحيوانات الأليفة

قد يؤدي التعرض لشعر الحيوانات الأليفة أو لعابها إلى تطوير حساسية لدى بعض الأشخاص.

ما مدى شيوع الحساسية؟

تختلف نسبة شيوع الحساسية بناءً على نوعها والمنطقة الجغرافية. إليك بعض الأرقام العامة:

1. الحساسية الغذائية

تصيب حوالي 8% من الأطفال و2% من البالغين في الولايات المتحدة.

2. حساسية الأنف (التهاب الأنف التحسسي)

تصيب حوالي 10-30% من السكان في جميع أنحاء العالم.

3. الربو

يصيب حوالي 1 من كل 13 شخص في الولايات المتحدة، بما يشمل حوالي 7% من البالغين و8.4% من الأطفال.

4. الأكزيما (التهاب الجلد التأتبي)

تصيب حوالي 10-20% من الأطفال و3% من البالغين في جميع أنحاء العالم.

5. حساسية الأدوية

تختلف النسبة بناءً على الدواء والمنطقة، ولكن يمكن أن تتراوح من 1% إلى 10% من السكان.

كيف تحدد نوع التحسس؟

1. التاريخ الطبي والفحص البدني

ابدأ بتقديم تاريخ طبي مفصل للطبيب يتضمن الأعراض التي تعاني منها وتوقيت حدوثها، مما يساعد على تحديد نوع التحسس.

2. اختبارات الجلد

  • اختبار الوخز (Prick Test): يتضمن وضع قطرات من المواد المثيرة للتحسس على الجلد.
  • اختبار الحقن داخل الجلد (Intradermal Test): تُحقن كمية صغيرة من المواد المثيرة للتحسس تحت الجلد.
  • اختبار الرقعة (Patch Test): توضع مواد مثيرة للتحسس على رقعة وتُثبَّت على الجلد لمراقبة التفاعل.

3. اختبارات الدم

اختبار الغلوبولين المناعي (IgE):

يقيس مستويات الأجسام المضادة IgE التي قد تكون مرتفعة في حالة التحسس.

4. اختبارات التحدي

اختبار التحدي الفموي:

تُقدَّم كمية صغيرة من الطعام أو الدواء المشتبه به تحت إشراف طبيب لمراقبة أي رد فعل تحسسي.

كيف تتعامل مع التحسس (علاج الحساسية)؟

توجد عدة طرق لعلاج الحساسية، وتعتمد الطريقة المناسبة على نوع الحساسية وشدتها. إليك بعض الطرائق الشائعة:

1. تجنب المحفزات

الابتعاد عن مسببات الحساسية المعروفة، مثل تجنب الأطعمة التي تسبب الحساسية أو البقاء بعيدًا عن الغبار أو الحيوانات.

2. الأدوية

1.2. مضادات الهيستامين

تساعد على تخفيف أعراض الحساسية مثل الحكة والعطس وسيلان الأنف.

2.2. مزيلات الاحتقان

تساعد على تخفيف احتقان الأنف.

3.2. الستيرويدات القشرية (الكورتيكوستيرويدات)

يمكن استخدامها لعلاج الأكزيما أو التهاب الأنف التحسسي.

4.2. مثبطات الليكوترين

تستخدم لعلاج الربو وبعض أنواع الحساسية.

5.2. الحقن التحسسية

تُعطى على مدار فترة زمنية طويلة لتقليل حساسية الجهاز المناعي.

3. العلاج المناعي

1.3. العلاج المناعي تحت اللسان

يعتمد على وضع حبوب أو قطرات تحتوي على مسببات الحساسية تحت اللسان.

2.3. الإيبينيفرين (الأدرينالين)

يُستخدم في حالات الطوارئ لعلاج تفاعلات الحساسية الشديدة.

4. العلاجات المنزلية والتدابير الوقائية

  • استخدام مرطبات الهواء للحفاظ على رطوبة الهواء في المنزل.
  • غسل الأغطية والشراشف بانتظام للتخلص من عث الغبار.
  • استخدام مرشحات الهواء لتنقية الهواء من المواد المسببة للحساسية.
  • الاستحمام وتغيير الملابس بعد التعرض للمحفزات.

5. العلاج بالأعشاب والمكملات الغذائية

يلجأ بعض الأشخاص إلى العلاجات الطبيعية، لكن من المهم استشارة الطبيب قبل استخدامها.

في الختام

تحديد نوع الحساسية والتعامل معها بشكل فعال يتطلب فهمًا دقيقًا للأعراض ومسببات الحساسية المحتملة. من خلال التعاون مع مقدمي الرعاية الصحية واستخدام التقنيات الحديثة، يمكن تحديد المسببات بدقة ووضع خطة علاجية ملائمة.

يعتمد التعامل مع الحساسية على تجنب المحفزات وتطبيق العلاجات المناسبة، إضافة إلى اتخاذ التدابير الوقائية لتحسين جودة الحياة. إن الوعي بمسببات الحساسية وكيفية التعامل معها هو المفتاح للتحكم في الأعراض وتحقيق حياة أكثر صحة وراحة.


شراب التوت مدبلج 2 الحلقة 61