استثمار علم النفس لتحقيق الأهداف
يعد الفيلسوف "جيرمي بينثام" من أبرز المفكرين الذين أسسوا فلسفته على فكرة محددة تتمثل في أن هناك دافعين أساسيين يحركان سلوكياتنا، وهما: السعي نحو اللذة والرغبة في تجنب الألم. وقد أثبتت الأبحاث والدراسات أن هذه النظرية ليست مجرد افتراضات فلسفية، بل هي حقيقة تدعمها العديد من العلوم الاجتماعية. فالأفراد يسعون بوعي أو دون وعي لتحقيق المتعة ويتجنبون الألم، حيث يمكن تلخيص دوافعنا على أنها آليات دفاعية ضد الألم وسعي دائم للتمتع بلذة الحياة.
ومن هنا، يمكننا الاستفادة من هذا الفهم النفسي لتعزيز قدرتنا على تحقيق الأهداف. في هذا المقال، سنستعرض ثلاث نصائح مستمدة من "قانون سكينر"، نسبةً لعالم النفس الأمريكي الشهير "بي إف سكينر". هذه النصائح ستساعدنا في التغلب على التسويف والالتزام بإنجاز المهام المطلوبة.
كيف تستفيد من قانون سكينر للتخلص من التسويف؟
وفقًا لقانون سكينر، عندما تجد نفسك متساهلاً في القيام بمهمة معينة، لديك خياران: إما أن تتذكر أن الألم الناتج عن عدم القيام بالمهمة سيكون أشد من الألم المرتبط بفعلها، أو أن تسترجع متعة إنجاز المهمة التي تفوق متعة عدم القيام بها. ومن خلال استثمار هذه الحقائق النفسية، يمكننا تدريب عقولنا على تذكر هذه المعادلات وتحقيق أهدافنا.
طور "بي إف سكينر" فكرة "الإشراط الإجرائي"، التي أثبتت أن سلوكيات البشر يمكن تعديلها عبر التعزيزات المناسبة، سواء كانت إيجابية (مكافآت) أو سلبية (عقوبات). لذا، حدد لنفسك مكافآت أو عقوبات لتحفيزك على القيام بسلوكيات معينة والتخلي عن أخرى.
رحلة العمر الحلقة 15
الألم أم المكافأة: أيهما أفضل لتحفيزك؟
لتحقيق النجاح في إنجاز المهام، نحن في حاجة إلى محفزات سواء كانت إيجابية أو سلبية. وقد أظهرت الدراسات أن تذكر الألم يعد محفزًا أقوى بكثير من المكافأة. فعندما تفقد شيئًا ذا قيمة، سيكون الألم الناتج عن فقدانه أشد من السعادة التي ستشعر بها عند استعادته. هذا يشير إلى فعالية الألم في تحفيز السلوك.
نصائح عملية لاستثمار علم النفس
1. استخدم التعزيز السلبي
قم بوعد أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك بأنك ستعطيه شيئًا ذا قيمة إذا لم تنجز مهمة معينة. سواء كانت هذه المهمة تتعلق بخسارة الوزن أو الإقلاع عن التدخين، اجعل الأمر ملموسًا. اجعل الشخص الآخر يحتفظ بالمال أو الشيء الثمين حتى لا تتراجع عن وعدك في حال فشلت.
2. كن مسؤولاً أمام الآخرين
شارك أهدافك مع الآخرين وحدد موعدًا نهائيًا لتحقيقها. استمر في تحديثهم بتقدمك، مما يمنحك حافزًا مزدوجًا: تلقي التشجيع والثناء من الآخرين، وتجنب الشعور بالإحراج في حال الفشل.
3. تجنب الملل
يعتقد الكثيرون أن الملل لا يؤثر على سلوكياتهم، لكن الدراسات أثبتت عكس ذلك. في الواقع، يفضل الناس الألم الخفيف على الشعور بالملل. لذا، ابق مشغولًا واهتم بأشياء جديدة لتبقى على المسار الصحيح نحو أهدافك.
في الختام
إن فهم علم النفس السلوكي يمكن أن يكون له تأثير كبير على كيفية تحفيز أنفسنا. سواء كنت تسعى لتحقيق أهداف شخصية أو مهنية، فإن تطبيق هذه النصائح المستندة إلى مبادئ علم النفس يمكن أن يكون دليلك نحو النجاح. فكلما استخدمت هذه الأفكار، زادت فرصك في تحقيق أهدافك والتغلب على التحديات.