التحديات الصحية بعد الولادة
تُظهر الأبحاث والدراسات أنَّ حوالي واحدة من كل مئة امرأة تعاني من مشكلات صحية بعد الولادة، مما يعكس ملامح التحديات التي يمكن أن تواجهها المرأة خلال هذه المرحلة الدقيقة والمهمة في حياتها. إن هذه المشكلات ليست فقط جسدية، بل يمكن أن تمتد لتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية أيضاً.
إنَّ المعاناة من مشكلات ما بعد الولادة قد تكون مؤلمة وصعبة بقدر لحظة الولادة نفسها، لذلك تحتاج إلى رعاية واهتمام خاصين لضمان التعافي السليم. في هذا المقال، نستعرض أبرز التحديات الصحية التي تمر بها المرأة بعد الولادة، ونقدم نصائح وأساليب فعّالة تساعدها على تخطي هذه الفترة بنجاح واستعادة صحتها ونشاطها.
التعافي الجسدي بعد الولادة (التحديات الجسدية)
آلام ما بعد الولادة
تُعاني العديد من النساء من آلام بعد الولادة في منطقة الحوض والظهر والعضلات، وهي آلام قد تكون ناتجة عن التغيرات الجسدية خلال الحمل أو الجهد المبذول أثناء الولادة. للتعامل مع هذه الآلام، يُنصح بما يلي:
- تناول مسكنات الألم الموصوفة من قبل الطبيب عند الحاجة.
- ممارسة تمارين تمديد خفيفة لتعزيز العضلات وتحسين الحركة.
- استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة حسب الحاجة.
النزيف المهبلي (اللوشيا)
اللوشيا هو مصطلح طبي يُشير إلى النزيف والإفرازات المهبلية التي تحدث بعد الولادة. تعتبر هذه الإفرازات جزءاً طبيعياً من عملية الشفاء، حيث تستمر عادةً لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع. في البداية، تكون اللوشيا دموية وكثيفة، ثم تقل تدريجياً وتتحول إلى لون أفتح حتى تصبح شبه بيضاء أو شفافة. للتعامل مع هذا الأمر، يُنصح بما يلي:
1. استخدام الفوط الصحية
يجب استخدام فوط صحية كبيرة ومناسبة لفترة ما بعد الولادة، خاصةً في الأيام الأولى عندما يكون النزيف كثيفاً. كما يجب تغيير الفوطة الصحية بانتظام لتجنب التهيج أو العدوى.
2. مراقبة النزيف
من الطبيعي أن يكون النزيف كثيفاً في البداية ثم يتناقص تدريجياً، وإذا استمرَّ النزيف كثيفاً لفترة طويلة أو زاد فجأة بعد أن بدأ يقل، يجب استشارة الطبيب.
3. الراحة وتجنب النشاطات المجهدة
يجب تجنب القيام بنشاطات مجهدة أو رفع الأشياء الثقيلة خلال فترة التعافي، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة النزيف.
4. الابتعاد عن استخدام السدادات القطنية
خلال فترة اللوشيا، يُنصح بتجنب استخدام السدادات القطنية؛ لأنها قد تزيد من خطر الإصابة بالعدوى.
5. الحفاظ على النظافة الشخصية
يجب غسل المنطقة الحساسة بلطف وبانتظام باستخدام ماء دافئ للحفاظ على النظافة، مع تجنب استخدام الصابون المعطر أو المنتجات الكيميائية في المنطقة الحساسة.
6. الاستشارة الطبية عند الحاجة
إذا حدث نزيف شديد جداً، أو استمر النزيف لأكثر من 6 أسابيع، أو إذا كانت الأعراض غير طبيعية مثل الحمى، أو آلام حادة في البطن، يجب استشارة الطبيب فوراً.
التورم والإمساك
تعاني بعض النساء من تورم في اليدين والقدمين بعد الولادة، وكذلك من مشكلات الإمساك بسبب التغيرات الهرمونية. في هذه الحالة، يُنصح بشرب كثير من الماء وتناول الألياف الغذائية، إضافة إلى القيام بتمرينات خفيفة مثل المشي لتحفيز حركة الأمعاء ورفع الساقين عند الجلوس للمساعدة على تقليل التورم.
التعب والإرهاق
الشعور بالتعب والإرهاق بعد الولادة أمر شائع نتيجة قلة النوم وتغير الروتين اليومي. لذا، يجب أخذ قسط من الراحة كلما سنحت الفرصة، خاصة خلال نوم الطفل، ويمكن طلب المساعدة من العائلة والأصدقاء للعناية بالطفل وأداء المهام المنزلية.
مشكلات الجهاز البولي
قد تواجه بعض النساء صعوبة في التحكم في المثانة بعد الولادة، خاصة إذا كانت هناك تمزقات في عضلات الحوض. ينصح في مثل هذه الحالات بممارسة تمرينات كيجل لتقوية عضلات قاع الحوض، إضافةً إلى التبول بانتظام لتجنب امتلاء المثانة بشكل مفرط، وفي حال استمرار المشكلة يجب استشارة الطبيب.
التعافي من الجراحة القيصرية (إذا كانت الولادة قيصرية)
تتطلب الجراحة القيصرية شقاً في البطن والرحم، مما يسبب آلاماً في منطقة الجرح بعد الولادة. يحتاج التئام الجرح إلى وقت، وقد يصاحبه شعور بالشد أو الحرقان وصعوبة في الحركة، خاصةً في الأيام الأولى بعد الجراحة. للتعامل مع هذه التحديات الصحية، يُنصح بما يلي:
- العناية بالجرح: الحفاظ على نظافة وجفاف الجرح وتغيير الضمادات بانتظام وفقاً لتعليمات الطبيب.
- تناول مسكنات الألم الموصوفة من الطبيب.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة، ولكن من المهم أيضاً البدء في الحركة تدريجياً لتحفيز الدورة الدموية ومنع تكوّن الجلطات.
- تناول أطعمة غنية بالألياف لتجنب الإمساك.
- شرب كثير من الماء للحفاظ على الترطيب الجيد وتسريع عملية الشفاء.
- طلب الدعم من العائلة والأصدقاء للقيام بالمهام اليومية.
حرق الدهون
بعد الولادة، قد تواجه المرأة صعوبة في العودة إلى وزنها الطبيعي أو استعادة لياقتها البدنية. فمن الممكن أن يستمر بعض الوزن المكتسب خلال الحمل بعد الولادة، وهذا يتطلب اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمرينات الرياضية.
الصحة الجنسية (التحديات الصحية الجنسية)
تُعتبر التحديات الجنسية التي تواجه المرأة بعد الولادة جزءاً طبيعياً من عملية التعافي والعودة إلى الحياة العادية. تتأثر الصحة الجنسية للمرأة بعد الولادة بعدة عوامل جسدية ونفسية، وقد تختلف هذه التحديات من امرأة لأخرى. إليك أهم هذه التحديات وكيفية التعامل معها:
انخفاض الرغبة الجنسية وحدوث الألم أثناء الجماع
بعد الولادة، تشهد مستويات الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون تغيرات كبيرة. فانخفاض مستويات الإستروجين، على سبيل المثال، يمكن أن يؤدي إلى جفاف المهبل، مما قد يجعل الجماع غير مريح.
كما أنَّ هرمون البرولاكتين، الذي يُفرز أثناء الرضاعة، قد يؤدي إلى تقليل الرغبة الجنسية، كما أنَّ الرضاعة الطبيعية تؤدي إلى انخفاض مستويات الإستروجين.
شاهد بالفيديو: 8 فوائد لحليب الأم تميزه عن الحليب الصناعي
جفاف المهبل
انخفاض مستويات الإستروجين قد يؤدي إلى جفاف المهبل، مما يسبب عدم الراحة أثناء الجماع.
التغيرات الجسدية بعد الولادة
مثل زيادة الوزن أو تغيرات في شكل الثديين، قد تؤثر في ثقة المرأة بنفسها وصورتها الذاتية.
إليك بعض النصائح الهامة للتعامل مع التحديات الجنسية للمرأة بعد الولادة:
محمد الفاتح مترجم الحلقة 26
1. الانتظار حتى الشفاء التام
من الأفضل الانتظار حتى تتعافى التمزقات تماماً قبل استئناف الجماع، يُنصح عادةً بالانتظار حوالي 6 أسابيع بعد الولادة.
2. الصبر والتفهم
من المهم أن يفهم الزوجان أنَّ هذه المرحلة مؤقتة وأنَّ الجسم يحتاج إلى وقت للتعافي.
3. الحفاظ على التواصل المفتوح مع الشريك
إن الحديث عن المشاعر والاحتياجات يمكن أن يساعد في تجاوز هذه التحديات.
4. استخدام المزلقات
قد يساعد استخدام مزلقات مائية على تقليل الاحتكاك وتخفيف الألم.
5. اختيار وضعيات مريحة
تجربة وضعيات مختلفة للجماع قد تساعد على تقليل الألم وزيادة الراحة.
6. العناية بالترطيب الداخلي
شرب كثير من الماء وتناول أطعمة غنية بالأوميجا 3 يساعد على تحسين الترطيب الداخلي.
7. الدعم العاطفي
من المهم أن يقدم الشريك الدعم والإيجابية لتعزيز ثقة المرأة بنفسها.
8. العناية بالجسم
ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساعد على استعادة اللياقة والشعور بالتحسن الجسدي.
الصحة النفسية (التحديات الصحية النفسية)
اكتئاب ما بعد الولادة وتقلبات المزاج
قد تعاني بعض النساء من <a href="/5-%D8%AE%D8%B7%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%88%D9%82%D8%A7ية-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D8%A6%D8%A7%D8%A8-%D9%85%D8%A7-%D8%A8%D8%B9%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D