تدريب الموظفين: تكنولوجيا حديثة لمستقبل أفضل

شهدت برامج تدريب الموظفين في الفترة الأخيرة تحولًا ملحوظًا، حيث أصبحت عمليات الإعداد والتأهيل تتم بالكامل عبر الإنترنت. هذا التطور أتاح إمكانية تطبيق تدريبات تطوير الموظفين وتحديث مهاراتهم عن بعد، مما يسهل تحديث النماذج القديمة وتحسين تجارب التدريب بشكل عام.

3 تطبيقات للتكنولوجيا الحديثة في مجال تدريب الموظفين

1. التدريبات المخصصة

تتيح برمجيات التدريب الرقمية تصميم برامج تدريب مخصصة تلبي احتياجات الموظفين، مما يسهم في تعزيز فعالية التجربة وتحقيق الفائدة القصوى. يتم استغلال هذه البرمجيات في إعداد تجارب التعلم بناءً على المسؤوليات الحالية للموظفين وأهدافهم المستقبلية. وهذا التطور قد ساهم بشكل كبير في تحسين منهجيات التدريب، مما يتيح تصميم تجارب تعليمية مخصصة لكل موظف وفقًا لاحتياجاته وأهدافه.

تتطلب الخطوة الأولى في تصميم برامج التدريب المخصصة تحديد احتياجات الموظفين والمشكلات التي يواجهونها عند الالتحاق بالعمل. يمكن جمع هذه المعلومات من خلال استطلاعات الرأي. ينبغي توزيع الاستبيانات على جميع الموظفين، سواء القدامى أو الجدد، مع الحرص على أن تكون الأسئلة واضحة وبسيطة. يجب أن تتضمن الأسئلة استفسارات حول المهارات التي يحتاج الموظفون لتطويرها لتحسين أدائهم في وظائفهم الحالية، والمهارات التي يجب عليهم اكتسابها للتقدم في مسيرتهم المهنية. بعد جمع هذه البيانات، يمكن تحديد المهارات الأكثر طلبًا وتصميم البرنامج التدريبي بناءً عليها.

تُستخدم منصات الاعتماد الرقمية (DAPs) في إعداد برامج تدريب مخصصة، حيث تتكامل مع الأدوات الرقمية الموجودة مسبقًا، مما يتيح تقديم تجربة تعليمية مخصصة تدعم الموظف في أداء مهامه اليومية. تقوم هذه المنصات بتوزيع قوائم المهام على كل موظف، وتتضمن شروحات تفصيلية مرئية توضح الطريقة المثالية لأداء المهام المطلوبة. بالإضافة إلى ذلك، تتيح هذه المنصات أدوات لمتابعة تقدم الموظفين في التدريب، مما يساهم في تحسين سير العمل في المؤسسة.

2. الذكاء الاصطناعي (AI)

أثبت الذكاء الاصطناعي فعاليته الكبيرة في تحسين تدريبات الموظفين، حيث يعمل من خلال مجموعة من المراحل التي تبدأ بتحديد وظيفة الفرد في الشركة، واختيار أهداف التنمية الشخصية، وإعداد خطة تدريب تراعي احتياجات الموظف. يقوم الذكاء الاصطناعي أيضًا باقتراح إجراءات العمل التي يجب اتباعها لتحقيق أقصى استفادة من التجربة. يستطيع الذكاء الاصطناعي تقديم مقاطع فيديو ومقالات ومصادر أخرى من المعلومات التي يحتاجها الموظف، وهذا هو الهدف الرئيسي من التدريبات المخصصة.

يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين برامج التدريب المخصصة عند تطبيقها على أنظمة إدارة التعلم (LMS)، حيث تُخصص تجربة التعلم بناءً على بيانات قرارات الموظف وخياراته وأفعاله خلال الدورة التدريبية، ثم يُقترح عليه دورات تدريبية مشابهة قد يحتاج إليها في المستقبل. كما يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات التي يجمعها عن تجارب الموظفين الحاليين، ويستخدم النتائج لتوقع الدروس والمواد والمصادر التي يحتاجها كل متدرب مستقبلي يسلك مسارًا تعليميًا مشابهًا.

3. التعلم التجريبي

يُعتبر التعلم التجريبي أداة فعالة تُستخدم على نطاق واسع في تدريب الموظفين، حيث يُعتمد على التجارب اليومية التي يخوضها الموظف في بيئة العمل. يُعتبر التعلم التجريبي بديلاً اقتصادياً عن برامج التدريب التقليدية التي تتطلب وقتًا طويلاً وجهدًا كبيرًا.

يتيح التعلم التجريبي للموظفين تعلم مهارات جديدة وتطبيقها مباشرةً في مكان العمل، مما يساهم في تعزيز الثقة بالنفس والقدرة على التعامل مع المهام المستقبلية. يجب على القادة توضيح فعالية هذه الطريقة في التعلم، مع التأكيد على ثقة القيادة بقدرة الموظفين على التعلم والتطور بمفردهم. كما ينبغي أن تتوافق إجراءات التدريب التطبيقي مع سير العمل، مما يتيح للموظف الفرصة لأداء المهام المطلوبة أثناء التعلم.
رحلة لاكشمي 4 الحلقة 11

يهدف التعلم التجريبي إلى مساعدة الموظفين في اكتساب الخبرات والمهارات بشكل عملي أثناء تأديتهم لمهامهم. تقوم البرامج برصد الأنشطة التي يؤديها الموظفون في مكان العمل، وتطبق خوارزميات تعلم الآلة على البيانات التي تجمعها. تُستخدم هذه الخوارزميات في تصنيف المستخدمين بناءً على خبراتهم في التعامل مع تطبيقات معينة، مما يساعد في اقتراح محتوى تعليمي يتناسب مع مستوى كل موظف.

في الختام

تتيح التكنولوجيا الحديثة تقديم برامج تدريب مخصصة تستجيب لاحتياجات الموظفين بشكل تلقائي، مما يسهل دمج التدريب مع سير العمل. وبذلك، يمكن للموظف التعلم أثناء العمل دون الحاجة للتوقف عن أداء مهامه. هذه الميزات تساهم في تسهيل إجراءات تأهيل الموظفين الجدد وتدريب الموظفين الحاليين على تحسين مهاراتهم، مما يجعل التدريب أكثر فاعلية وكفاءة مما كان عليه في السابق.