-

حدائق بابل: أسطورة أم حقيقة ساطعة؟

حدائق بابل: أسطورة أم حقيقة ساطعة؟
(اخر تعديل 2024-09-17 05:15:21 )
بواسطة

تُروى العديد من القصص عن حدائق بابل المعلقة، والتي يُعتقد أنها أُقيمت في مدينة بابل القديمة بالعراق. ومع ذلك، يبقى السؤال الذي يثير فضول الكثيرين: هل كانت تلك الحدائق حقيقة ملموسة أم أنها مجرد أسطورة خيالية نشأت من مخيلة البشر؟ في هذا المقال، سنستعرض أهم المعلومات المتاحة عن حدائق بابل المعلقة، فتابعوا معنا.

الحضارة البابلية: إنجازات وإبداعات

تُعتبر مدينة بابل واحدة من أعظم مراكز الحضارة في التاريخ، وقد ذُكرت في القرآن الكريم في قصة الملكين "هاروت وماروت". يُشير أصل اسم "بابل" إلى اللغة الأكادية، حيث يعني "بوابة الإله". وكانت بابل عاصمة حضارة غنية بالإنجازات الثقافية والعلمية، ومن أبرز تلك الإنجازات:

  • الكتابة المسمارية: أتاح هذا النظام للبابلين تسجيل معارفهم وتسهيل التواصل، وهو إنجاز بارز للحضارة البابلية.
  • قوانين حمورابي: يُعتبر هذا القانون أحد أوائل القوانين المدونة في التاريخ، حيث نظّم العلاقات الاجتماعية.
  • علم الفلك: برع البابليون في دراسة الفلك، حيث وضعوا أنظمة تقويم دقيقة وحددوا مواقع الكواكب.
  • الرياضيات: أسس البابليون نظام العد الستيني، الذي لا يزال يُستخدم في الكثير من مجالات الحياة اليوم.
  • الأدب والفنون: ترك البابليون إرثًا أدبيًا متنوعًا من ملاحم وقصائد.
  • الزراعة: ساهموا في تحسين الزراعة من خلال إنشاء قنوات مائية وسدود.

حدائق بابل المعلقة: أسطورة من العجائب

تُعتبر حدائق بابل المعلقة واحدة من عجائب الدنيا السبع القديمة، وقد وُصِفَت في العديد من النصوص القديمة بأنها جنات على الأرض، بها تراسات مرتفعة مغطاة بالنباتات الخضراء.

إليك بعض المعلومات الهامة عن حدائق بابل المعلقة:

1. الموقع

تقع حدائق بابل المعلقة في مدينة بابل القديمة، والتي تقع بالقرب من مدينة الحلة الحديثة بالعراق. تعتبر بابل من أعظم المدن القديمة، والتي تميزت بثقافتها ومعمارها الفريد، ومع ذلك، لا توجد أدلة أثرية تدل على وجود هذه الحدائق.

2. من بنى الحدائق؟

تُنسَب حدائق بابل المعلقة إلى الملك "نبوخذ نصر الثاني"، الذي يُعتقد بأنه بنى الحدائق حوالي عام 600 قبل الميلاد، وذلك لتلبية رغبة زوجته الملكة "أميتيس" التي كانت تفتقد المناظر الطبيعية في بلادها.

3. كم عمر الحدائق؟

إذا اعتبرنا أن الحدائق بُنيت في عام 600 قبل الميلاد، فهذا يعني أنها قديمة لأكثر من 2600 سنة.

4. متى أُقيمت الحدائق؟

أُنشئت حدائق بابل المعلقة خلال فترة حكم الملك "نبوخذ نصر الثاني" الذي حكم بين 605 و562 قبل الميلاد.

لماذا تُسمى "المعلقة"؟

تُعرف حدائق بابل المعلقة بهذا الاسم لأن النباتات كانت تنمو على تراسات مرتفعة، مما يعطي انطباعًا بأنها معلقة في الهواء. كانت هذه التراسات مدعومة بأعمدة قوية منحوتة بدقة لتحمل وزن التربة والنباتات.

صور حدائق بابل المعلقة

حدائق بابل المعلقة

حدائق بابل

قصة الحدائق المعلقة

يُقال إن الملك "نبوخذ نصر الثاني" بنى هذه الحدائق كهدية لزوجته "أميتيس"، التي كانت تفتقد المناظر الطبيعية الخلابة لوطنها. صُممت الحدائق لتظهر الطبيعة الجبلية لميديا، وتعتبر تجسيدًا لأسطورة الحب. كانت الحدائق مُقامة على شرفات المبنى، وليس على الأرض، وكان ارتفاع المبنى حوالي 24 مترًا، محاطًا بسور بسماكة 6 أمتار وطول 17 مترًا، بينما بلغت مساحتها حوالي 14864.5 متر مربع.

زُرعت في هذه الحدائق أنواع متعددة من الأشجار والفواكه والزهور، وكانت مثمرة على مدار السنة، مما أضفى جمالًا فائقًا على المكان.

شكل الحدائق المعلقة

تكوَّنت الحدائق من تراسات متعددة المستويات، كانت مدعومة بأعمدة وأقواس، وزُرعت كل طبقة بمجموعة متنوعة من النباتات. تم تصميم نظام ري معقد لنقل المياه من نهر الفرات إلى الحدائق، مما ساعد النباتات على الازدهار في المناخ الجاف لبابل.

لماذا تُعتبر حدائق بابل واحدة من عجائب الدنيا السبع؟

تُعد حدائق بابل المعلقة أحد عجائب الدنيا السبع بسبب جمالها الهندسي الفريد، ونظام الري المعقد الذي تحدى ظروف المناخ الجاف. كانت أيضًا رمزًا للإبداع البشري في تحويل البيئة الطبيعية إلى مكان يعكس الجمال والفن.

تتعدد الأسباب التي تجعلها تُعتبر من عجائب الدنيا السبع، ومنها:

1. الحجم والجمال

كانت حدائق بابل واحدة من أكبر الحدائق في العالم القديم، واشتهرت بجمالها الفريد.

2. التصميم الهندسي

تُعتبر حدائق بابل إنجازًا هندسيًا عظيمًا، حيث تمكن البناة من إنشاء حدائق مرتفعة في منطقة صحراوية.

3. رمز الحضارة

كانت حدائق بابل رمزًا لقوة وازدهار الإمبراطورية البابلية.

هل حدائق بابل المعلقة موجودة اليوم؟

تشير النصوص القديمة إلى وجود حدائق في بابل خلال عهد الملك "نبوخذ نصر الثاني". ومع ذلك، لم يُعثر على أي دليل أثري قاطع يؤكد وجود هذه الحدائق. يُعتقد أن الموقع المفترض لا يزال قيد التنقيب، وأن الحدائق قد تكون قد زُيِّفت أو ضُخِّمت في الكتابات القديمة.

بعض العلماء يعتقدون أن الحدائق، كما أُوصِفَت، قد لا تكون موجودة على الإطلاق، أو ربما كانت عبارة عن مساحات خضراء صغيرة. ومع ذلك، تبقى هذه التساؤلات موضوعًا للبحث والدراسة.

في الختام، تبقى حدائق بابل المعلقة رمزًا للإبداع البشري، وللتحديات الهندسية التي واجهتها الحضارات القديمة. سواء كانت حقيقة أم أسطورة، فإنها ستظل جزءًا هامًا من التراث الثقافي والتاريخي للبشرية، تلهم الأجيال بقدرتها على تحويل الأحلام إلى حقيقة، حتى لو كانت فقط في خيالهم.
رحلة لاكشمي 4 الحلقة 13