-

قصة أصحاب السبت

قصة أصحاب السبت
(اخر تعديل 2024-09-09 15:40:36 )
بواسطة

من هم أصحاب السبت ؟ قال الله سبحانه و تعالى في الآية ٦٥ من سورة البقرة في حق اليهود: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) صدق الله العظيم. أصحاب السبت هم قوم من بني اسرائيل كانوا يعيشون في مدينة تطل على شاطئ البحر تسمي “أيلة” وهي تقع علي شاطئ بحر القزم، في زمن نبي الله داود “عليه السلام” .

قصة أصحاب السبت

حرم الله عز و جل على أهل هذه القرية صيد السمك يوم السبت عقابًا لهم وابتلاءا لصبرهم ، و لكن كان عندما يحل يوم السبت تكثُر الأسماك على الشاطئ لدرجة انهم يرونها امامهم.(وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (سورة الأعراف:163)ـ و عندما أوحى إليهم إبليس و قال: إنما نُهيتُم عن أخْذِها يوم السبت، فاتَّخَذوا الحياض،أي انزلوا شباك الصيد يوم الجمعه، فكانوا يَسْوقُون الحِيتَان إليها يوم الجمعة فتَبْقى فيها فلا يُمكنها الخروج منها لقلَّة الماء، و من ثم يأخذونها يوم الأحد. وبهذه الحيلة كَثُر صيد الحيتان، ورأى الناس أنَّ مَن صنع هذا لا يأثم، فعمرت الأسواق بها ،

وقامت فرقة من بني إسرائيل ونهت وجاهرت بالنهي واعتزلت هذا التحايل على أوامر الله سبحانه و تعالى، فكان عقاب الله لهم أن مسخهم قِردة وخنازير، أي جعل أخلاقهم كأخلاقها، وقيل: بل مسخَهم الله شكلاً وموضوعًا، فكانوا قِردة وخنازير،وقيل: أن الله أهلكهم بعد ذلك حتى لا يتناسلوا، وقيل: بل بقَوْا وتناسلوا،وقيل أيضا: أنهم افترقوا ثلاث فرق، فرقة عصت وصادت، وكانوا نحوًا من سبعين ألفًا، وفِرقة نهت واعتزلت، وكانوا اثني عشر ألفًا، وفرقة اعتزلت ولم تَنْهَ ولم تَعْصِ، وأن هذه الفرقة قالت للناهية كما قال الله تعالى: (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُم أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (سورة الأعراف:١٦٤).

الدروس المستفادة من قصة أصحاب السبت:

و لعل من الدروس المستفادة من قصة أصحاب السبت هو أن نأخذ العِبرة و العظة، فقد قال تعالى عن هذه القصة: (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (سورة البقرة:66)، وقال: ( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِه أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ . فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (سورة الأعراف:165-166). و كان هذا جزاء من تحايلوا على أوامر الله عز و جل. و أيضا جزاء لمن لم ينهوا عن المنكر.