التقويم الهجري هو ذلك التاريخ الذي يتم فيه احتساب الأشهر تبعاً لدورة القمر، في هذا المقال نذكر متى بدأ التقويم الهجري وماذا كانت أسماء الأشهر قبل الإسلام، وتفسيراً واضحاً لمعاني الأشهر، فكل شهر من الشهور الهجرية له مناسبة لتسميته، سواء قبل الإسلام أو بعد الإسلام، هناك أشهر ظلت على أسمائها، وأشهر تم تغيير اسمها بعد ظهور الإسلام في شبه الجزيرة العربية، لذلك فإن بداية العمل بالتقويم الهجري كانت مرحلة فارقة في تاريخ المسلمين، للتعرف أكثر على الأشهر المقدسة واحتساب كم باقي على رمضان وموسم الحج، وغيرها من الأحداث الهامة.
متى بدأ التقويم الهجري
قد تظن أن سيدنا محمد رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هو من وضع التقويم الهجري، ولكن في الحقيقة أن التقويم الهجري بشكله المعروف لدينا الآن قد تم وضعه في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأصبح منذ هذا العهد هناك تاريخاً خاصاً للمسلمين، يحدد المناسبات والأحداث الهامة باليوم والشهر والسنة، والسبب في ذلك هو وصول خطاب من الخليفة عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري مؤرخ في شهر شعبان، بينما اقترح أبي موسى أن يتم كتابة السنة، حتى لا يحدث خلطاً بين السنوات والتوقيت.
على إثر ذلك اجتمع المسلمين، واقترح البعض باستخدام التاريخ الميلادي المتبع في العالم، واقترح البعض الآخر بعمل تقويم إسلامي خاص يبدأ منذ مولد الرسول، وبعد المناقشة استقروا على تاريخ هجرة الرسول الكريم كموعد بداية للتقويم الإسلامي، والذي سُمي نسبة للهجرة بالتقويم الهجري، تم تحديد الأول من محرم على أنه بداية السنة الجديدة، وذلك بعد انتهاء موسم الحج، وكان ذلك في عام 17 من الهجرة، وبناء عليه تم تأريخ الأحداث الهامة التي حدثت قبل الهجرة، وفي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك بعد الهجرة حتى يومنا هذا.
كيف كان حساب الشهور في الجزيرة العربية قبل الإسلام
قبل ذلك كانت الشهور موجودة، ولكن كان يتم تحديدها فقط بناء على القمر وشكله، لازلنا حتى اليوم نتبع القمر في تحديد بداية الشهر، ولكن الاختلاف هو أنه لم يكن هناك احتساب بالأيام فيما مضى، ولا توجد هناك أعوام، الآن استطعنا تحديد الأحداث، والوقائع التي تمت في الجزيرة العربية قبل الهجرة، وبعد الهجرة، لتوثيق التاريخ الإسلامي.
أسماء الشهور القمرية قبل الإسلام
ليست كل الشهور تغيرت أسمائها بعد الإسلام، فقد ظلت معظم الأشهر على نفس اسمها السابق، وكانت تسمى الأشهر وفقاً للأحداث المرتبطة به:
- ناتق: وهو شهر رمضان الحالي، وكان يسمى بذلك لكثرة المال به بعد المعارك التي كانت تخوضها الجزيرة العربية في شهر شعبان.
- شهر وعل: هو شهر شوال، ووعل معناها اختبأ، وذلك نسبة إلى الأماكن التي كان يختبيء بها العرب قبل الأشهر الحُرم تجنباً للقتال، فالقتال كان محرماً في الأشهر الحرم للمؤمنين بملة أبينا إبراهيم عليه السلام قبل الإسلام.
- شهر ميمون أو برك: وهو شهر ذي الحجة وسُمي بالشهر الميمون لأنه شهر مبارك بسبب موسم الحج.
- في عهد “كلاب بن مرة” وهو الجد الخامس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تم تغيير أسم شهر ميمون إلى ذي الحجة، والشهر السابق له ذي القعدة، وسمي شهر رجب، ومحرم، بينما ظلت أسماء باقي الأشهر كما نعرفها الآن.
معاني أسماء الشهور الهجرية
أما الأشهر الهجرية التي نعرفها الآن فهي:
- محرم: بداية العام، وهو أول الأشهر الحُرم الأربعة في العام.
- صفر: يشير إلى سفر الرجال وترك بيوتهن ومتاعهن صِفراً خالياً.
- ربيع أول: كان هذا الشهر يوافق بداية موسم الربيع حين تم وضع التقويم الهجري، ولكن اختلف فيما بعد لاختلاف أيام التقويم الهجري عن التقويم الميلادي، فأصبح يأتي في كل فصول العام مع اختلاف السنوات.
- ربيع ثان: لا زال فصل الربيع حين وضع التقويم.
- جمادى الأول: اسمه قبل الإسلام، وكان يوافق الشتاء حين تم تسميته، فسمي بناء لتجمد المياه.
- جمادى الآخر: في الشتاء.
- رجب: من الأشهر الحُرم، وسمي شهر رجب لإزاحة النصل من الرماح، ومنع الناس من القتال.
- شعبان: نتيجة لتشعب وتفرقة العرب إما للسفر والتجارة أو للقتال.
- رمضان: حين سمي كان ذلك في الصيف، ومعنى الرمض هو شدة الحرارة، وتم تسمية هذا الشهر منذ عهد النبي إبراهيم.
- شوال: سمي نسبة إلى الموسم الذي تضعف فيه الناقة ويجف حليبها.
- ذي القعدة: شهر الجلوس عن السفر وعن القتال وهو من الأشهر الحرم.
- ذي الحجة: شهر الحج.